المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين قانغ يجيب على أسئلة في مؤتمر صحفي دوري عقده بعد ظهر يوم 21 ديسمبر عام 2006
تشين قانغ: مساء الخير، الآن أنا مستعد للإجابة على أسئلتكم.
س:ذكر السيد هيل رئيس الوفد الأمريكي في المحادثات السداسية أن الصين قد تطرح غدا مشروعا لبيان اجتماع المرحلة الثانية للمحادثات، هل لك أن تسلط الضوء على ذلك؟ ما هي الجهود التي بذلتها الصين في صياغة مشروع البيان؟
جـ: إن الاتصالات والمشاورات المكثفة بين كافة الأطراف مستمرة بشأن كيفية تنفيذ البيان المشترك الصادر في يوم 19 سبتمبر عام 2005. أما هل ستختتم هذه الجولة من المحادثات بإصدار بيان، فلا أستطيع تأكيد ذلك، والأمر يراهن على جهود الأطراف المشاركة في التوصل إلى توافق.
س: هل عقدت كوريا الشمالية والولايات المتحدة اليوم محادثات ثنائية؟
جـ: أود الآن أن أضعكم في صورة ما عرفته من المشاورات الثنائية بين الوفود المشاركة. منذ افتتاح المحادثات حتى الساعة 1:30 بعد ظهر اليوم، تم عقد 25 مشاورة ثنائية داخل قصر دياويويتاي للضيافة، وشاركت الصين 13 منها. وفي صباح اليوم، أجرى الجانب الصيني مشاورات مع كل من كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة. وفي مساء اليوم سيجري الجانب الصيني مشاورات مع الأطراف الثلاثة الأخرى. وليست عندي معلومات عن الاتصالات التي جرت بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة اليوم، لأن بعض الاتصالات تم إجراؤها خارج قصر الضيافة، فأقترح لك أن تستفسر الجانب الأمريكي أو الجانب الكوري الديمقراطي عن ذلك.
س: هل ستعيد الولايات المتحدة وكوريا الشمالية عقد محادثات بشأن العقوبات المالية في الشهر المقبل بنيويورك؟ وما هو موقف الصين من المحادثات الكورية الأمريكية في مكان غير بكين؟
جـ: إذا أردت أن تتأكد من صحة خبر إعادة عقد المحادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية بشأن العقوبات المالية، فيمكنك أن تسأل الجانبين الأمريكي والكوري مباشرة بدلا من تكبد عناء استقاء الأخبار بصورة غير مباشرة. فيما يتعلق بالعقوبات المالية، فإن الصين تؤيد وترحب بالحوار والتشاور الثنائي بين الجانبين الأمريكي والكوري لإيجاد حل سليم لهذه المشكلة وتهيئة ظروف مواتية لعملية المحادثات السداسية. حقيقة أن الولايات والمتحدة وكوريا الديمقراطية قد أجرتا اتصالات عديدة قبل استئناف المحادثات السداسية.
س: طالبت كوريا الشمالية برفع كافة العقوبات عنها، إلا فلن تناقش موضوع التخلي عن الأسلحة النووية بينما تعتبر أن العقوبات المالية تشكل أكبر عقبة الآن. وترى أمريكا ضرورة التفريق بين العقوبات والتخلي عن الأسلحة النووية. هل تؤيد الصين وجهة النظر الأمريكية؟ ثانيا، هل تنوي الصين تحقيق هدف خلو شبه الجزيرة من الأسلحة النووية عبر قطع المساعدات إلى كوريا الشمالية؟ السؤال الأخير، يشار إلى أن مسؤول رفيع المستوى من بنك Banco Delta Asia بماكاو موجود الآن في بكين، فتفضلوا بالتأكد من صحة الخبر. هل سيناقش هذا المسؤول موضوع العقوبات المالية مع القيادة الصينية؟ هل سيلتقي بممثلي الوفود المشاركة في المحادثات السداسية؟
جـ: فيما يتعلق بسؤالك الأول، لقد قطعت كافة الأطراف في بيان 19 سبتمبر تعهدات بتنفيذ البيان المشترك على مراحل وبخطوات على أساس مبدأ " الأقوال مقابل الأقوال والأفعال مقابل الأفعال". فيجب علينا أن نعالج ملف خلو شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية وفقا لهذا المبدأ. يعتبر بيان 19 سبتمبر وثيقة شاملة تتضمن سبل تحقيق خلو شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية وتطبيع العلاقات بين الدول المعنية وكيفية تعزيز التعاون الاقتصادي والطاقوي وإنشاء آلية السلام في شمال شرق آسيا. إن المحادثات السداسية مشروع متكامل الأبعاد. ونأمل أن تجد مشكلة العقوبات المالية حلا سليما وسريعا بما يدفع عملية المحادثات السداسية.
فيما يتعلق بسؤالك الثاني، أود أن أؤكد أن العقوبات ليست الهدف. وتتمسك الصين عند تعاملها مع العلاقات مع كوريا الديمقراطية وشؤون شبه الجزيرة بالنقطتين الأساسيتين: أولا، المساواة والمنفعة المتبادلة في التعاون بين الصين وكوريا الديمقراطية، ثانيا، السلام والاستقرار في شبه جزيرة كوريا.
فيما يتعلق بسؤالك الثالث، هناك بنك بالمنطقة الإدارية الخاصة بماكاو على صلة بملف العقوبات المالية. نأمل في أن تجري التحقيقات المعنية على أساس احترام الحقائق الموضوعية، تحل المشاكل المعنية في أبكر وقت ممكن. أما زيارة ممثل بنك Banco Delta Asia لبكين، فليست عندي المعلومات عن ذلك.
س: يشار إلى أن الحكومة الصينية ستدخل تعديلات على القواعد المتعلقة بقيام الأجانب بتبني الأطفال الصينيين، تفضلوا بتوفير مزيد من المعلومات عن ذلك.
جـ: سؤالك ليس ضمن اختصاص وزارة الخارجية، وأقترح لك أن تستفسر الجهات المختصة عن هذه المسألة.
س: ستعقد الصين واليابان اجتماعا عن الدراسة المشتركة للتاريخ في يوم 26 ببكين، ما هي تطلعات الصين إلى هذا الاجتماع؟
جـ: إن إجراء الدراسة المشتركة للتاريخ توافق توصل إليه الجانبان الصيني والياباني. وقد اتفق الجانبان على عقد الاجتماع الأول في هذا الإطار قبل نهاية هذه السنة.
أجمع الجانبان على أن الدراسات المعنية يجب أن تكون قائمة على الوثائق السياسية الثلاث وفي مقدمتها "البيان الصيني الياباني المشترك" وبروح " الاعتراف بالتاريخ ومواجهة المستقبل، كما يجب على الجانبين الصيني والياباني أن يعملا على تعميق الفهم الموضوعي للتاريخ وتعزيز التفاهم بينهما عبر الدراسة المشتركة لتاريخ التواصل الصيني الياباني الذي يمتد لألفي سنة والتاريخ الحديث المأساوي والعلاقات الصينية اليابانية في الـ60 سنة الماضية على الحرب العالمية الثانية. ويتمنى الجانب الصيني النجاح والتوفيق لهذا الاجتماع على أساس المبادئ والروح المذكورة أعلاه.
س: يشار إلى أن معبد ياسوكوني سيدخل تعديلات على دليله المتعلق بالصين. ما هو رد الفعل من الجانب الصيني على ذلك؟
جـ: لم يطرأ على موقف الصين من مسألة معبد ياسوكوني أي تغير. ونرفض إنكار وتحريف وتبييض التاريخ العدواني.
س: تفضلوا بتسليط الضوء على الاجتماع الأخير بين الصين واليابان بشأن الأسلحة الكيماوية اليابانية المخلفة في الصين.
جـ: إن مشكلة الأسلحة الكيماوية اليابانية المخلفة جريمة خطيرة اقترفتها قوى النزعة العسكرية اليابانية أثناء عدوانها على الصين وهي ملف هام خلفه التاريخ بين الصين واليابان. وما زالت هذه الأسلحة تشكل تهديدات وأضرارا جسيمة لسلامة الأرواح والممتلكات للمواطنين الصينيين والبيئة الأيكولوجية في المناطق المعنية. ووقعت حكومتا الصين واليابان على "مذكرة تدمير الأسلحة الكيماوية اليابانية المخلفة داخل حدود الصين" في يوليو عام 1999، حيث اعترفت اليابان بترك كمية كبيرة من الأسلحة الكيماوية في الصين وتعهدت بالوفاء بالالتزامات التي تنص عليها "اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية". ونأمل في أن تعمل اليابان على حل هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن وفقا للاتفاقيات الدولية المعنية والتعهدات التي قطعتها على نفسها.
س: وقعت حكومتا الصين وقازقستان اتفاقية في مجال الطاقة. أرجو منك موافاتنا بتفاصيل الاتفاقية؟ على سبيل المثال، تتعلق الاتفاقية بأي شركة وما هي طبيعة الاستثمارات.
جـ: نشرت جريدة الشعب اليوم تفاصيل الـ11 اتفاقية للتعاون التي وقعتها الصين وقازقستان، حيث ستجد المعلومات التي تحتاج إليها، فاقترح لك أن تقرأها بإمعان.
س: قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي هيل بالأمس إن الأطراف المشاركة في المحادثات وافقت على تأجيل موعد اختتام المحادثات إلى يوم الجمعة لمناقشة معا كيفية متابعة تنفيذ بيان 19 سبتمبر، قد تُصدر حينذاك وثيقة. فبأي شكل تبذل الصين جهودها لتشجيع إنجاز هذه المهمة؟ هل تعتقد أن مدة يومين كافية؟
جـ: حسبما أعرف، ناقشت الأطراف الستة الفترة الزمنية للمحادثات، وأجمعت على ضرورة استمرار المحادثات حتى الغد. أما ماذا سيحصل بعد الغد، فلست أدري، ويتوقف الأمر على مدى التقدم في المشاورات في اليوم والغد.
أما الوقت كافي أم لا، فيراهن هذا على نتائج المشاورات، ولا سيما جهود الطرفين الرئيسين في تقليص النقاط الخلافية وزيادة النقاط التوافقية. ومن طبيعة الحال أن نقوم بالدور الإيجابي المطلوب. ولكن من غير الموضوعي والواقعي والمنصف الاعتقاد بأن الصين هي صاحب اليد العليا في قرار تحقيق التقدم أم لا وإلى مدى يمكن تحقيق التقدم. مما لا شك فيه أن الصين ستبذل كل ما في وسعها لجمع الأطراف وجعلها تسير نحو الاتجاه الواحد وتجسير الخلافات بينها، غير أن النتيجة النهائية تتوقف على الجهود المشتركة من الأطراف الستة كلها.
س: ذكر وزير الخارجية لي تشاوشينغ التوافق الجديد بثلاث النقاط أثناء لقائه مع ممثلي الوفود المشاركة، لكن هذا النقاط واردة بالفعل في بيان 19 سبتمبر. لماذا أعاد وزير الخارجية التأكيد على هذه النقاط؟ وفي رأيك، وصلت المحادثات السداسية الراهنة إلى أي مرحلة؟
جـ: لاحظتَ التوافق الجديد بثلاث النقاط الذي وصفه وزير الخارجية لي تشاوشينغ. وُصفت هذه النقاط بالجديدة لأن المحادثات السداسية توقفت لمدة 13 شهر منذ اجتماع المرحلة الأولي للجولة الخامسة للمحادثات. وخلال الأشهر الـ13، شهدت الأوضاع تغيرات حيث يتساءل البعض وبمن فيهم بعض الصحفيين في هذه المناسبة، هل ماتت المحادثات السداسية حتف أنفها أو فشلت نهائيا؟ لكن الحقائق تشير إلى أن المحادثات لا تزال تتمتع بالحيوية. مع تطورات الأوضاع خلال الأشهر الـ13، أدركت الأطراف الستة عبر الاتصالات والمشاورات ضرورة استئناف المحادثات السداسية فيما أكدت من جديد على ضرورة تحقيق خلو شبه جزيرة كوريا من الأسلحة النووية عبر المفاوضات وأبدت رغبتها المشتركة في هذا الصدد. هذا هو السبب الذي جعل الأطراف الستة تجتمع مرة أخرى. أ لا يمثل هذا تقدما جديدا وتوافقا جديدا بالمقارنة مع ما كان يعيشه الوضع قبل شهرين؟
الآن دخل الملف إلى مرحلة تناقش فيها الأطراف المواضيع الجوهرية بصورة الجادة والصريحة والعملية، حيث تضع كافة الأطراف أوراقها على الطاولة وتصرح بآرائها، الأمر الذي يسهم في تعزيز التفاهم بين الأطراف وتقليص الخلافات وتوسيع الأرضية المشتركة بينها. قد التقى وزير الخارجية لي تشاوشينغ ونائب وزير الخارجية داي بينغقوه برؤساء وفود الأطراف الستة حيث وجدنا أن كافة الأطراف أعربت عن استعدادها لمواصلة المحادثات السداسية من حيث المبدأ ومواصلة الحوار والمفاوضات لتحقيق هدف خلو شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية. طبعا، ما زالت الخلافات بين الأطراف قائمة، وحتى بعضها حادة. لكن هذا ليس أمرا مخيفا، المفتاح هو ما إذا كانت الأطراف تعمل بموقف مرن على تجسير الخلافات بينها انطلاقا من مصلحة مجمل الأوضاع.
س: تناقش الأطراف الآن تشكيل مجموعة العمل، ما هو موقف كوريا الشمالية من ذلك؟ هل يعني اختتام اجتماع المرحلة الثانية اختتام الجولة الخامسة للمحادثات السداسية؟ هل سيعقد اجتماع المرحلة الثالثة؟
جـ: فيما يتعلق بتشكيل مجموعة العمل، ما زال هذا الموضوع قيد المناقشة بين الأطراف المعنية، حيث طرحت كل الأطراف وجهات نظرها ومقترحاتها. تشكيل مجموعة العمل من عدمه وما هي طبيعة مجموعة العمل موضوع ما زال يحتاج إلى مزيد من المناقشات بين الأطراف. وطرح الجانب الكوري الديمقراطي بدوره وجهات نظره ومقترحاته ذات الصلة.
إن المحادثات السداسية عملية تحقق تقدما خطوة خطوة. فأود أن استشهد بقول نائب وزير الخارجية الصيني وو دايوي خلال الجولة الرابعة من المحادثات السداسية في السنة الماضية إن "قد خطينا الخطوة الأولى في المسيرة الطويلة." فستكون هناك الخطوة الثانية والثالثة في مسيرتنا نحو خلو شبه الجزيرة من الأسلحة النووية. ونأمل من كافة الأطراف أن تمضي قدما بجهود مشتركة وبكل العزم والصبر.
س: أكد السيد هيل صباح اليوم أن الصين والولايات المتحدة بحاجة إلى التوصل إلى الاتفاق في كافة الجوانب في الجولة الجارية من المحادثات السداسية، إلا فلن تنجح المحادثات.ما تعليقك على ذلك؟
جـ: المحادثات السداسية محادثات بين الأطراف الستة، ومن أهم مبادئها التوافق بين الأطراف الستة.
س: هل طرح الجانب الصيني أي مشروع الوثيقة لتلخيص نتائج المحادثات السداسية؟
جـ: لن تكون النتيجة أفضل إذا خرجت المحادثات السداسية بوثيقة مقبولة لدى الأطراف الستة وتعكس التوافق بينها وخاصة النقاط التوافقية الجديدة. سنبذل جهودا في هذا الاتجاه فيما نحافظ على الاتصالات والمشاورات مع الأطراف الخمسة الأخرى، بينما يستلزم الأمر جهودا مشتركة من الأطراف الستة جميعا.
س:قال السيد هيل صباح اليوم إن المحادثات السداسية أتاحت فرصة نادرة للصين والولايات المتحدة لإجراء التعاون في موضوع محل التوافق، وسيساهم نجاح المحادثات السداسية في تعزيز العلاقات الصينية الأمريكية ويفتح الباب لتعاونهما في القضايا الدولية الأخرى. ما هو موقف الصين من ذلك؟
جـ: تحافظ الصين على التواصل والتعاون الطيبين مع الولايات المتحدة في القضية النووية في شبه جزيرة كوريا، شأنه شأن التواصل والتعاون مع الأطراف الأربعة الأخرى. كما تربط الصين والولايات المتحدة علاقات التشاور والتعاون المتميزة في القضايا الدولية والإقليمية الكبيرة الأمر الذي يدل على حرص الجانبين الصيني والأمريكي على تطوير علاقات التعاون البناءة بينهما ويشير أيضا إلى أن الصين والولايات المتحدة ليستا من أصحاب المصلحة المشتركة فحسب، وإنما هما من أصحاب التعاون البناء. وإننا على استعداد لمواصلة الحوار والتشاور والتعاون على نحو وثيق مع الجانب الأمريكي في القضايا ذات الأهمية الكبرى وبذل جهود مشتركة لدفع العلاقات الصينية الأمريكية إلى الأمام باستمرار.
إذا لم يكن هناك سؤال آخر، فأشكركم على حضوركم ومع السلامة.