قبل فترة، اختتمت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني بنجاح. إنها اجتماع مهم جدا في الوقت الذي يرفع الحزب الشيوعي الصيني راية الإصلاح والانفتاح بكل ثبات، ويواصل الجهود لتعميق الإصلاح على نحو شامل، من أجل تحقيق التحديث الصيني النمط، مما شكّل نافذة مهمة للمجتمع الدولي للاطلاع على جهود الصين في دفع التنمية عالية الجودة والانفتاح عالي المستوى في العصر الجديد.
في هذا السياق، أقامت السفارة الصينية لدى مصر إحاطة إعلامية خاصة، وسلطتُ الضوء على مخرجات الاجتماع أمام الشخصيات المصرية في الأوساط الحزبية والسياسية والبرلمانية والأكاديمية والإعلامية وممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وركزتُ على "قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن مواصلة تعميق الإصلاح ودفع التحديث الصيني النمط"، أوضحتُ أهمية الاجتماع وموضوعه ونتائجه والإنجازات الكبيرة التي حققتها الصين في العصر الجديد في مجال تعميق الإصلاح، وكذلك الأهداف والمهام والمبادئ والإجراءات المهمة لتعميق الإصلاح على نحو شامل. أكدتُ للجانب المصري على نقطتين: أولا، يكمن الطريق الأساسي لتحويل خطة التحديث الصيني النمط إلى الواقع في مواصلة تعميق الإصلاح على نحو شامل، بينما يكمن الضمان الأساسي لمواصلة تعميق الإصلاح على نحو شامل ودفع التحديث الصيني النمط في قيادة الحزب الشيوعي الصيني. منذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب، قام الأمين العام شي جين بينغ بتخطيط وتوجيه ودفع عملية تعميق الإصلاح على نحو شامل بنفسه، وأصبحت النهضة العظيمة للأمة الصينية عملية تاريخية لا رجعة فيها. في عالم اليوم، الذي يشهد الاضطرابات والفوضى ويزداد فيه عوامل عدم الاستقرار وغير متوقعة، تبعث التنمية في الصين عوامل اليقين والطاقة الإيجابية الكبيرة للعالم. ثانيا، يعد الانفتاح علامة بارزة للتحديث الصيني النمط. طرح الاجتماع ضرورة الالتزام بالانفتاح على الخارج باعتباره السياسة الوطنية الأساسية، واستكمال الآليات بشأن التعاون في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، وتطبيق المبادرات العالمية الثلاث، والدعوة إلى التعددية العالمية القائمة على المساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على الشمول والمنفعة للجميع، والدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وبعثت الصين خلال هذا الاجتماع رسالة أوضح وأكثر موثوقية إلى مصر وغيرها من دول العالم، مفادها أن الصين سترفع بكل ثبات راية الإصلاح والانفتاح وستدفع الانفتاح على مستوى أعلى. كانت ردود الأفعال من الشخصيات المصرية متحمسة، واتفقوا على أن هذا الاجتماع يمثل مفتاحا للاطلاع على حاضر الصين ومستقبلها، ولم يحدد اتجاه التنمية للصين فحسب، بل يضخ قوة دافعة قوية للتنمية المشتركة للصين والعالم. في هذا السياق، كتب باحث مقالة تشير إلى "وجود الترابط بين نتائج الإصلاح في الصين والعالم، وخير الدليل يكمن في بناء الحزام والطريق، وسيجلب التحديث الصيني النمط والتنمية عالية الجودة في الصين الاستقرار لاقتصاد العالم." وعبرت الشخصيات المصرية التطلعات لزيادة توسيع التعاون الصيني المصري في كافة المجالات، وخلق نقاط ساطعة جديدة للتعاون العملي، بما يرفع مستوى العلاقات الصينية المصرية باستمرار.
يسعدني أن أرى التوافق المتزايد لدى كافة الأوساط المصرية على ضرورة اغتنام فرصة الانفتاح الصيني وتعزيز التعاون في إطار "الحزام والطريق" وتعميق العلاقة مع الصين. كانت مصر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة "الحزام والطريق"، وهي الشريك الأساسي في بناء "الحزام والطريق". شاهدتُ، بصفتي السفير الصيني لدى مصر، الإنجازات المثمرة التي حققها البلدان في بناء "الحزام والطريق" والتعاون العملي المتزايد في كافة المجالات، ويمكن تلخيصها إلى الخصائص التالية:
تعد الدبلوماسية الرئاسية "القوة الإرشادية". أقام البلدان علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام 2014، وشهدت العلاقات الثنائية "عقدا ذهبيا" للتنمية السريعة بفضل الإرشاد المشترك من قبل الرئيسين. في هذا السياق، قام الرئيس شي جين بينغ بزيارة تاريخية إلى مصر في عام 2016، وزار الرئيس عبد الفتاح السيسي الصين 8 مرات لحضور الفعاليات المهمة، والتقى الرئيسان في المناسبات الثنائية ومتعددة الأطراف 12 مرة، وقاما بالتخطيط من أعلى مستوى بشأن سبل تعزيز التعاون في بناء "الحزام والطريق". في سبتمبر عام 2014، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته الأولى للصين إن مبادرة "الحزام والطريق" تشكل فرصة مهمة لنهضة مصر، وتحرص مصر على دعمها والمشاركة فيها. خلال زيارة الرئيس شي جين بينغ إلى مصر في يناير عام 2016، شاهد مع الرئيس عبد الفتاح السيسي توقيع الحكومتين على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في بناء "الحزام والطريق". في إبريل عام 2019، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته في الدورة الثانية لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي إن هذه المبادرة تتطابق تماما مع أهداف مصر ذات الأولوية المتمثلة في تنمية الاقتصاد ودفع عملية التصنيع وتعزيز التعاون الاقتصادي وتوثيق التبادلات التجارية وتحقيق التكامل المالي وتدعيم التواصل الشعبي. في مايو الماضي، زار الرئيس عبد الفتاح السيسي الصين مرة أخرى، حيث شاهد مع الرئيس شي جين بينغ توقيع خطة التعاون في بناء "الحزام والطريق" وغيرها من وثائق التعاون الثنائية ومتعددة الأطراف. بفضل التخطيط الاستراتيجي للرئيسين، تمت المواءمة العميقة بين مبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية مصر 2030"، الأمر الذي يفتح آفاقا رحبة للتعاون العملي بين البلدين.
يعد التعاون الاقتصادي والتجاري "القوة الدافعة". منذ عام 2013، بقيت الصين كأكبر شريك تجاري لمصر، وهي من أكبر مستثمرين في مصر وأكثرهم نموا. في العام الماضي، تشرفتُ بمرافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي لحضور ثلاث فعاليات مهمة، وهي مراسم الانطلاق لمركز البيانات والحوسبة السحابية للحكومة المصرية بمقاولة الشركة الصينية ومراسم الافتتاح لمنطقة هاير مصر الإيكولوجية ومراسم التدشين للمرحلة الأولى لمشروع تخزين الحبوب الغذائية الواقعة في المنطقة الصناعية، حيث أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن شكره للصين على مشاركتها النشطة في التنمية الوطنية المصرية، كما عبر الأصدقاء المصريون من كافة الأوساط عن تهانيهم لسفارتنا بين حين وآخر. في الآونة الأخيرة، أصبحت مصر أول دولة إفريقية أصدرت "سندات الباندا" في الصين، وبدأ التعاون بين البلدين بشأن "مبادلة الديون من أجل التنمية"، وتم إطلاق القمر الاصطناعي مصر سات 2 في الصين بنجاح، وكل ذلك من المشاريع الرائدة للتعاون بين البلدين في بناء "الحزام والطريق". بالإضافة إلى ذلك، قد جذبت منطقة تيدا للتعاون الاقتصادي والتجاري بالسويس التي بناها البلدان أكثر من 160 شركة، ووفرت فرص العمل لعشرات الآلاف من المصريين؛ يعد مشروع السكة الحديدية بمدينة العاشر من رمضان بمقاولة شركة صينية أول سكة حديدية مكهربة في مصر، مما عاد بالخير على 5 ملايين شخص يعيشون على طول الخط؛ ملأ مشروع الشركة الصينية للألياف الزجاجية الفراغ القطاعي في مصر، وساعد مصر في أن تصبح رابع أكبر دولة منتجة للألياف الزجاجية في العالم... قد تركت مشاريع التعاون الصيني المصري في بناء "الحزام والطريق" بصمة الصين الإيجابية في طريق مصر نحو النهضة.
يعد التواصل الشعبي "قوة الجذب المركزي". إن الصين ومصر، باعتبار كلاهما صاحب الحضارة العريقة، يكمن الأساس الأمتن للعلاقة بينهما في التعلم المتبادل بين الحضارتين، ويكمن الأساس الأقوى للتعاون بينهما في الفهم المتبادل بين الشعبين. في هذا السياق، أصبح لدى الجانبين 17 زوجا من المدن الشقيقة، ويتكثف تبادل الأفراد يوما بعد يوم، وتجاوز عدد الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين العدد ما قبل الجائحة، وبلغ 28 رحلة كل أسبوع. وتم إدراج اللغة الصينية إلى المنهاج الوطني للتعليم، ويدرّس أكثر من 20 مدرسة متوسطة حكومية اللغة الصينية، ويفتح حوالي 30 جامعة مصرية تخصص اللغة الصينية، وتحتضن مصر 4 معاهد كونفوشيوس وفصلي كونفوشيوس وورشتي لوبان، وتزداد حماسة المصريين للغة الصينية والثقافة الصينية يوما بعد يوم. في الآونة الأخيرة، انطلق "عام الشراكة الصينية المصرية" بإقبال كبير، وفاز العديد من المتسابقين المصريين بالمركز الأول في مسابقات "جسر اللغة الصينية"، وتم إنشاء المركز المصري للكتب الصينية في القاهرة، ولقيت فعالية التواصل الدولي للتراث الثقافي الصيني المصري على طريق الحرير تقديرا من كافة الأوساط المصرية. قبل فترة، أقامت السفارة الصينية فعالية التواصل الثقافي بعنوان "الشاي والعالم"، وقال المشاركون المصريون إن "الصين أمسكت بعقلي وقلبي"، و"الذي شرب ماء النيل سيرجع مجددا، وشربتُ اليوم الشاي الصيني، وآمل في إتاحتي الفرصة لزيارة الصين". في 17 يوليو، أسدل ستار معرض "قمة الهرم" بالتعاون بين متحف شانغهاي والمجلس الأعلى المصري للآثار، ولقى حوالي 800 قطعة أثرية مصرية إقبالا واسعا لدى الجمهور الصيني بجاذبيتها الفريدة.
لم تكن إنجازات الماضي إلا نقطة انطلاق جديدة. رسمت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني خطط جديدة للإصلاح والانفتاح، وتعمل الصين على إنجاز القضية العظيمة لبناء الوطن وتحقيق نهضة الأمة عن طريق التحديث الصيني النمط. في الوقت نفسه، تتقدم مصر بخطوات واسعة نحو هدف بناء "الجمهورية الجديدة"، بفضل القيادة القوية للرئيس عبد الفتاح السيسي، بدأت الحكومة المصرية الجديدة أعمالها، عازمة على إرشاد أبناء الشعب المصري لتحقيق إنجازات باهرة في التنمية. على هذه الخلفية، لا شك أن الصين ومصر ستسجلان صفحة جديدة للصداقة بينهما في نقطة انطلاق جديدة.
في نهاية مايو الماضي، أجرى الرئيس شي جين بينغ محادثات معمقة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قام بزيارة الدولة للصين، مما حدد الاتجاه لـ"العقد الباهر" المقبل للعلاقات الثنائية، وأصدر الجانبان بيانا مشتركا وأكدا فيه على رفع مستوى العلاقات الثنائية بهدف إقامة مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد. وأصبحت مصر أول دولة عربية أدرجت هدف إقامة مجتمع المستقبل المشترك في البيان المشترك بشأن العلاقات الثنائية. ويكمن أهم مهمة للجانبين في حسن تطبيق نتائج المحادثات بين الرئيسين. ونحرص على العمل سويا مع مصر على تطبيق التوجيهات المهمة الصادرة عن الجلسة الكاملة الثالثة بشأن الانفتاح على الخارج، ودفع التعاون في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، بما يعمق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
يجب تعزيز الترابط الصلب بين الجانبين بالتعاون العملي الأوسع نطاقا وأكثر عملية. طرح "القرار" الصادر عن الاجتماع ضرورة استكمال آليات التعاون في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، وتنفيذ المشاريع الكبيرة النموذجية مع المشاريع الصغيرة المعيشية بخطوات منسقة. إن ذلك يتطابق مع خصائص التعاون العملي بين الصين ومصر. في أواسط يوليو، حضر رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الدورة الثانية لمنتدى العمل العالمي للتنمية المشتركة المنعقد في الصين، وألقى كلمة فيه وأعرب عن استعداد مصر للتعاون وتبادل الخبرات مع الصين في مجالات مكافحة الفقر والتنمية الخضراء وقطاع التصنيع والاقتصاد الرقمي والطيران المدني ومكافحة التصحر، الأمر الذي يعكس رغبة مصر الشديدة في التعاون مع الصين. ستعمل الصين مع مصر على حسن تنفيذ البيان المشترك والبرنامج التنفيذي بشأن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، والعمل على توطين الصناعات ونقل التكنولوجيا باعتبارهما الجهة ذات الأولوية للتعاون الصيني المصري في السنوات المقبلة؛ والعمل على توسيع استثمار الصين الصناعي في مصر، في مجالات صناعة السيارات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية وصناعة الألواح الشمسية والصناعة الكيماوية ومواد البناء والتقنيات الزراعية الحديثة، بما يساعد مصر على تحقيق هدف "بناء مستقبل مستدام". في الوقت نفسه، تحرص الصين على توثيق التعاون والتنسيق مع مصر في الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة بريكس ومنتدى التعاون الصيني العربي ومنتدى التعاون الصيني الإفريقي وغيرها من المنصات متعددة الأطراف، ومواجهة بشكل مشترك القضايا الساخنة والجوهرية التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين، بما يحقق الانتعاش الاقتصادي ويحل المشاكل مثل الأمن الغذائي وشح المياه والتغير المناخي. في سبتمبر المقبل، ستقيم الصين قمة جديدة في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي، وتحرص الصين على العمل سويا مع مصر للارتقاء بمستوى التعاون الجماعي الصيني الإفريقي.
يجب تعزيز الترابط الناعم من خلال التواصل والتعلم المتبادل الأوثق. طرح "القرار" ضرورة مواكبة القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية عالية المستوى، وتوسيع الانفتاح أحادي الجانب على الدول الأقل نموا، وتوسيع الانفتاح لأسواق البضائع والخدمات والرأسمال والعمالة بخطوات منتظمة، واستكمال السياسات الميسرة للأجانب للإقامة في الصين والخدمات الطبية والدفع. وتبشر هذه الإجراءات الصينية من أجل توسيع الانفتاح المؤسسي بخطوات ثابتة إلى انخفاض تكلفة المعاملات المؤسسية، والمزيد من الحرية واليسر للتواصل والتعاون بين البلدين في كافة المجالات. وسنعمل على جعل التجارة الثنائية أكثر توازنا، ونرحب بدخول المزيد من المنتجات المصرية الممتازة إلى الأسواق الصينية، ونوفر التسهيلات لدخول عناصر الإنتاج الصينية إلى مصر لإنتاج المنتجات النهائية، ونعمل على استكشاف إجراءات جديدة لتسهيل تبادل الأفراد بين الجانبين، وندفع المزيد من الأصدقاء المصريين للذهاب إلى الصين للتجارة والسياحة والدراسة، وخاصة تعزيز التواصل بين شباب البلدين، ورفع مستوى التعاون في مجالات الإعلام والثقافة والعلوم والذكاء الاصطناعي والبحوث الأكاديمية.
الجدير بالذكر أن مصر تحتضن مقر جامعة الدول العربية، فتمثل العلاقات الصينية المصرية مدى وعمق العلاقات الصينية العربية. في القمة الصينية العربية الأولى المنعقدة في عام 2022، اتفق الجانبان على إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط حينها إن مبادرة "الحزام والطريق" لقيت ترحيبا ودعما كبيرين في العالم العربي. في مايو الماضي، حضر الرئيس شي جين بينغ مع قادة الدول العربية الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، وطرح فيها "معادلات التعاون الخمس"، وأكد على ضرورة جعل العلاقات الصينية العربية نموذجا للتعاون في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية. كما أعلن أن الصين ستستضيف الدورة الثانية للقمة الصينية العربية في عام 2026. حاليا، تمر العلاقات الصينية العربية بأفضل مراحلها في التاريخ، حيث وقعت الصين على وثائق التعاون بشأن بناء "الحزام والطريق" مع جميع الدول العربية الـ22 وجامعة الدول العربية، ونفذت أكثر من 200 مشروع التعاون بأحجام مختلفة، ويستفيد منها أبناء شعوب الجانبين البالغ عددهم مليارين نسمة. وتحرص الصين على العمل مع الدول العربية على مواكبة رياح الانفتاح عالي المستوى الصادر عن الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، والاسترشاد بالتوافقات المهمة بين قادة الصين والدول العربية، وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة والالتزام بالدعم المتبادل وتعزيز المواءمة الاستراتيجية بين "الحزام والطريق" و"الرؤية العربية 2045"، وتعميق التواصل والتعاون في كافة المجالات، بما يسرع وتيرة بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك.
"عند الوقوف على قمة الجبل، يرى المرء آفاقا بعيدا." على خلفية التطور المتسارع لتغيرات القرن في العالم، ساهمت الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين في تحديد الاتجاه لدفع التعاون في بناء "الحزام والطريق" ليتطور نحو مستوى أعلى، فيكتسب الاجتماع أهمية عالمية مهمة، ويلقى بتجاوب كبير من مصر وغيرها من الدول العربية والجنوب العالمي. يقول المثل العربي إن خير القول ما صدقه الفعل. لقد حقق التعاون الصيني المصري والتعاون الصيني العربي إنجازات مثمرة في بناء "الحزام والطريق"، أمامنا طريق صحيح، ولدينا ثقة راسخة، وينتظرنا مستقبل واعد. عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة، نتطلع إلى العمل مع مصر والدول العربية بروح فريق واحد، ونقف جنبا إلى جنب في مسيرتنا الجديدة نحو التحديث، ونخلق سويا مستقبلا جميلا للعلاقات الصينية المصرية والعلاقات الصينية العربية.