الصفحة الأولى معلومات عن السفارة الخدمات آخر الأخبار المؤتمر الصحفي الاعتيادي الموضوعات 中文 English
صفحة رئيسية > آخر الأخبار
تعزيز التضامن والتعاون وحماية الأمن العالمي ورسم خطة للتنمية
2022-05-31 19:35

في الوقت الحاضر، تشابك التغيرات غير المسبوقة التي تجتاح العالم مع وباء القرن، ما جعل العالم يدخل في فترة جديدة من الاضطراب والتغيير، وسادت عوامل عدم الاستقرار وعدم اليقين وانعدام الأمن بشكل متزايد، مما تسبب في آثار خطيرة طالت جميع البلدان، وخاصة الأسواق الناشئة والبلدان النامية. وفي ظل تلك الظروف، اكتسبت آلية تعاون بريكس أهمية خاصة لتعميق التعاون بين بلدان الأسواق الناشئة والبلدان النامية وتعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي في مرحلة ما بعد الوباء. فمنذ إنشائها، ارتبطت آلية بريكس ارتباطًا وثيقًا بمصير عدد هائل من الأسواق الناشئة والبلدان النامية. وبعد 16 عامًا من التطور والتنمية، أصبحت دول البريكس قوة مهمة في تعزيز تطور النظام الدولي وتحسين الحوكمة العالمية وتعزيز التنمية المشتركة.

عام 2022، تتولى الصين رئاسة بريكس، في الوقت الحاضر، قد أقامت الصين أكثر من 50 حدثًا مهمًا، مما عزز تعاون بريكس لتحقيق تقدم مهم في مختلف المجالات. من أجل التحضير لقمة البريكس الرابعة عشرة التي ستعقد في يونيو من هذا العام ، في 19 مايو ، ترأس مستشار الدولة  وزير الخارجية الصيني وانغ يي اجتماعًا بالفيديو لوزراء خارجية بريكس ،وفي كلمة ألقاها عبر دائرة الفيديو في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء خارجية بريكس شرح الرئيس الصيني شي جينبينغ قضيتين رئيسيتين هما الامن والتنمية ، وطرح آراء مهمة حول تعميق التعاون السياسي والأمني في بريكس ، أشار خلالها إلى أنه يتعين على دول البريكس تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة ، وتقوية أواصر التعاون ، وتعميق تقارب المصالح ، ومعارضة الهيمنة وسياسة القوة ، ومقاومة عقلية الحرب الباردة والمواجهات الجماعية ، والتعاون من اجل بناء مجتمع امن للبشرية بشكل مشترك ، وبذل جهود أكبر لتحقيق الرؤية الجميلة لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

وفي نفس اليوم، ترأس مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي حوارا عبر الفيديو لوزراء خارجية دول بريكس والأسواق الناشئة والدول النامية.  وحضر الاجتماع مجموعة دول البريكس وتسعة وزراء خارجية أو ممثلين لوزراء خارجية من بينهم مصر. قبل خمس سنوات، اقترح الرئيس الصيني شي جينبينغ نموذج تعاون "بريكس بلس"، والذي لاقى ردودًا إيجابية من جميع الأطراف. وهذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها حوار "بريكس +" على مستوى وزراء الخارجية، والذي يعكس بالكامل الرغبة الصادقة للأسواق الناشئة والدول النامية في السعي لتحقيق التنمية المشتركة والتغلب على الصعوبات معًا، وذلك ذو أهمية كبيرة في تعزيز إثراء قيمة "بريكس" وتوسيع التعاون بين دول البريكس مع غيرها من دول الأسواق الناشئة والدول النامية.

وهنا أود أن أعرض على الأصدقاء المصريين الآراء الهامة التي طرحها مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في الاجتماعين. أولاً، في مواجهة التغيرات والفوضى غير المسبوقة، قال وانغ إن التعددية هي منارة للأسواق الناشئة والدول النامية. وإن الصين مستعدة للعمل مع جميع الأطراف لتعزيز تنفيذ مبادرة الأمن العالمي وبناء هيكل أمني إقليمي متوازن وفعال ومستدام. ثانيًا، تهدف مبادرة التنمية العالمية إلى تشجيع المجتمع الدولي على الاهتمام بالاحتياجات الخاصة والعاجلة للبلدان النامية والتنفيذ المشترك لخطة التنمية المستدامة 2030. إن الصين مستعدة للعمل مع جميع الأطراف لدفع المبادرة وتسريع تنفيذها، حتى تعود نتائج التنمية بالفائدة على المزيد من الدول النامية. ثالثًا، لا يزال الوباء العالمي في تزايد، والكفاح الدولي ضد الوباء يمر بلحظة حرجة. لذا يجب بذل الجهود لبناء جدار حماية لصحة الإنسان، وتعزيز تنسيق تدابير الوقاية من الأوبئة، وتسريع بناء مجتمع الصحة المشتركة للبشرية. رابعا، ينبغي بذل الجهود لتعزيز الطاقة الإيجابية للحوكمة العالمية ودعم صوت البلدان النامية وبلدان الأسواق الناشئة في الحوكمة العالمية. من الضروري الاعتماد على آليات مثل مجموعة الـ 77 وحركة عدم الانحياز ومنظمة شنغهاي للتعاون ودول البريكس وغيرها، لتنفيذ وتحقيق التعاون بين بلدان الجنوب على نطاق أوسع ومجالات أكثر وعلى مستوى أعمق. من الضروري تعزيز الاتصال والتنسيق داخل أطر مجموعة العشرين ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي ومنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، وتعزيز قوة الخطاب الدولي، وتعزيز تطوير نظام الحوكمة العالمي في اتجاه أكثر عدلاً ومعقولية.

أشاد وزراء الخارجية الذين حضروا الاجتماعين بجهود الصين النشطة والفعالة كرئيسة للبريكس، وأعربوا عن ان العالم الان يمر بنقطة تحول تاريخية حاسمة، وأنه من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تعزز دول البريكس التضامن والتعاون فيما بينها؛وعبروا عن اتفاقهم مع نموذج التعاون "بريكس +" حيث إن هذا سيساعد على تعزيز التضامن والتعاون بين بلدان الأسواق الناشئة والبلدان النامية، وحماية مصالح البلدان النامية بشكل أفضل. وقال وزير الخارجية المصري شكري في حوار وزراء خارجية دول البريكس إن مصر ترحب بعقد هذا الاجتماع، خاصة في هذا الوقت الحرج الذي يمر به العالم، حيث يواجه تحديات غير مسبوقة مثل الوباء العالمي وأزمات الطاقة والغذاء والأزمات الاقتصادية، وتغير المناخ وغيرها من التحديات، مما يجعل المجتمع الدولي في حاجة ماسة إلى مزيد من الجهود المتضافرة والعمل المشترك، ويجب على البلدان النامية والاقتصادات الناشئة تعزيز التنسيق والتعاون فيما بينها، وتقديم مساهمات مهمة في بناء توافق للآراء والبحث عن حلول مستدامة.

أتفق تمامًا مع ما قاله وزير الخارجية شكري، ففي ظل الظروف الحالية، تحتاج الدول النامية بما في ذلك الصين ومصر إلى الاتحاد أكثر من اي وقت مضى، للحفاظ على السلام والهدوء في العالم وتعزيز التنمية العالمية. لطالما التزمت الصين بالنهوض بهذه القضية. فقد اقترح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، واللتين تواجهان وتتكيفان بشكل مباشر مع موضوعات كالسلام والتنمية في العصر الحالي، وتساهمان بالحكمة الصينية والحلول الصينية لتصحيح الرحلة الجديدة للتنمية العالمية، وحل مشاكل حوكمة الأمن العالمي، وسد الفجوة الأمنية العالمية. قبل أيام قليلة ، استضافت الصين مؤتمرا بالفيديو حول شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مستوى نواب وزراء الخارجية / المبعوث الخاص لدول البريكس ، حيث تم تبادل وجهات النظر حول الوضع الحالي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وتم التأكيد على أن الحالة الإقليمية مرتبطة بالأمن والاستقرار العالميين ، وأنه ينبغي معالجة الشواغل الأمنية المشروعة لجميع الأطراف من خلال الحوار والتشاور ، كما اعربوا عن ترحيبهم بكافة المبادرات والجهود التي تبذلها دول البريكس لتحقيق التنمية والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وفي هذا الصدد، تشترك الصين ومصر في مواقف مماثلة وتحافظان على التعاون الوثيق. نواصل تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والتعاون الأمني، ونتواصل وننسق عن كثب بشأن القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية، ونهتم ونستوعب المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لبعضنا البعض؛ نسعى لتحقيق تنمية مشتركة، ومصر، بصفتها عضوًا مهمًا في "مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية"، تدعم بنشاط مبادرات التنمية العالمية. في عام 2021، ارتفع حجم التبادل التجاري بين الصين ومصر بنسبة 37٪، وفرت منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر تيدا السويس بشكل مباشر أو غير مباشر فرص عمل لأكثر من 40 ألف مصري، وقد أتاح ملتقى التوظيف للشركات الصينية في مصر الذي اقيم تحت رعاية جامعة قناة السويس والغرفة التجارية المصرية الصينية ، ما يقرب من 1300 فرصة عمل للشباب المصري خلال 3 سنوات؛ لقد تضافرت جهودنا لمكافحة الوباء وقمنا ببناء أول خط مشترك لإنتاج اللقاحات في إفريقيا، وبدأ إنشاء مخزن تبريد مميكن لتخزين اللقاحات في مصر بمساعدة شركة سينوفاك الصينية؛ نحن ندعم تعميق التعاون بين بلدان الجنوب، وقد انضمت مصر إلى بنك التنمية الجديد لدول البريكس، مما يسهم في تعزيز التعاون مع الاقتصادات الناشئة الأخرى والبلدان النامية؛ نحن نعمل على تطوير نظام الحوكمة العالمي في اتجاه أكثر عدلاً ومعقولية، وتدعم الصين مصر في استضافة المؤتمر السابع والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ هذا العام، من اجل تقديم مساهمات أكبر في قضية تغير المناخ العالمي والتنمية الخضراء.

للخروج من الضباب باتجاه الضوء، فان أقوى قوة دفع هي التعاون معا!  ستظل الصين دائمًا عضوًا في الأسرة الكبيرة للبلدان النامية، وتقف إلى جانب الدول النامية وتدعمها، وستظل تتمسك بالقيم المشتركة للسلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية للبشرية جمعاء، وتبذل جهودًا متواصلة لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. ان الصين مستعدة لتوسيع نموذج "بريكس +" في إطار آلية بريكس، والعمل مع الدول النامية بما في ذلك مصر لتعزيزوحدة البلدان النامية والأسواق الناشئة؛ وبناء شراكات واسعة، التعزيز المشترك لإضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، دعم الاقتصاد العالمي، وترشيد الحوكمة العالمية والعمل سوياً نحو مستقبل مشرق وجميل في العالم أسره!


Suggest to a friend:   
Print