أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ أنه لفهم صين اليوم، يجب على المرء أولًا أن يفهم ويتعرف على الحزب الشيوعي الصيني. ويعتبر المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، بداية تدشين حقبة جديدة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية. في السنوات العشر الماضية،حققت حملة الإصلاح والانفتاح والتحديث في الصين إنجازات تاريخية وخضعت لتغييرات تاريخية كبيرة، واستمرت قوتها الاقتصادية العلمية والتكنولوجية وقوتها الوطنية الشاملة وتأثيرها الدولي في الازدياد بشكل كبير. وأعتقد أن الأصدقاء المصريين لديهم اهتمام لمعرفة تجربة التنمية في الصين؛ لذا أود أن أقدم لكم الأيديولوجية التوجيهية التي كان يجب على الحزب الشيوعي الصيني التمسك بها لفترة طويلة - وهي فكر شي جينبينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد. منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني في عام 2012، أسس الشيوعيون الصينيون مع الرفيق شي جينبينغ -بصفته الممثل الرئيسي للحزب - فكر شي جينبينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد، ذلك الفكر الذي يغطي مجالات مختلفة مثل الإصلاح والتنمية والاستقرار والشؤون الداخلية والشؤون الخارجية والدفاع الوطني وحكم الحزب والدولة والجيش وغيرها من المجالات.

وتبلورت أفكار شي جينبينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد في "عشر محددات": والتي حدّدت أن أهم المميزات الجوهرية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وأن أكبر تفوق لنظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو قيادة الحزب الشيوعي الصيني. وحددت أن المهمة العامة للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها، هي تحقيق التحديث الاشتراكي والنهضة العظيمة للأمة الصينية. وحددت أن التناقض الرئيسي في مجتمع بلادنا خلال العصر الجديد هو التناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة سعيدة والتنمية غير المتوازنة ولا الكافية، لذا من الضروري التمسك بفلسفة تنموية تتمحور حول الشعب.وحددت أن التخطيط العام لقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو التكامل الخماسي الذي يشمل البناء الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي والبناء الحضاري الإيكولوجي. وحددت أن الهدف العام لتعميق الإصلاح على نحو شامل يتمثل في تحسين وتطوير نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ودفع عجلة تحديث نظام حكم الدولة والقدرة على حكمها؛

وحددت أن الهدف العام لدفع حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل يتمثل في بناء منظومة حكم القانون الاشتراكي ذي الخصائص الصينية وبناء دولة اشتراكية تُحكم بالقانون. وحددت ضرورة التمسك بالنظام الاقتصادي الأساسي الاشتراكي وتحسينه. وحددت أن هدف الحزب من تقوية الجيش في العصر الجديد هو بناء جيش شعبي يخضع لتوجيهات الحزب ويقدر على كسب المعارك ويتحلى بأسلوب حميد ليكون جيشا من الدرجة الأولى في العالم؛ وحددت أن دبلوماسية الدول الكبرى ذات الخصائص الصينية يجب أن تخدم التجديد الوطني وتعزز التقدم البشري؛ وحددت المبادئ الإستراتيجية لإدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل.

وبتوجيه وتحت قيادة فكر شي جينبينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد ، قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني للمضي قدمًا في عملية بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل وبطريقة شاملة ، وتعزيز الديمقراطية الشعبية بقوة، والتشديد على ضمان وتحسين معيشة الشعب ، وتركيز  الجهود  للتخفيف من حدة الفقر ، وتعزيز بناء الحضارة البيئية ، والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي الشامل؛ وفي مكافحة الوباء ، تم الالتزام الى أقصى درجةلحماية حياة الناس وصحتهم ، وكذلك الحفاظ على كرامة البلاد ومصالحها الأساسية في مواجهة التغيرات السريعة في الوضع الدولي. في عام 2021، وصل إجمالي حجم الاقتصاد الصيني إلى 114.4 تريليون يوان، وهو ما يمثل أكثر من 18٪ من الاقتصاد العالمي. وفيالنصف الأول من هذا العام، بلغ الناتج المحلي الإجمالي 56.2 تريليون يوان، بزيادة 2.5٪ على أساس سنوي. كما تم انتشال ما يقرب من 100 مليون من فقراء الريف في الصين من براثن الفقر، وتم تحقيق هدف الحد من الفقر في خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 قبل الموعد المحدد بعشر سنوات. بلغ عدد الأشخاص المشمولين بالتأمين الأساسي لكبار السن في الصين 1.03 مليار، وبلغ عدد الأشخاص المشمولين بالتأمين الطبي الأساسي 1.36 مليار.

وبتوجيه فكر شي جينبينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد، قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب لتعزيز وتوسيع التحديث على النمط الصيني بنجاح، حيث قدمت الصين خيارًا جديدًا لتلك الدول التي ترغب في تسريع التنمية مع الحفاظ على استقلالها. تنفذ الصين دبلوماسية الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية بطريقة شاملة، وتقترح أفكارًا رئيسية جديدة تهدف إلى السلام العالمي والتقدمالبشري، مثل بناء نوع جديد من العلاقات الدولية، وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وتعزيز القيم المشتركة للبشرية جمعاء، ومبادرة الحزام والطريق، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي وغيرها، وذلك لإيجاد محاولة لحل المشاكل العالمية، ما جعل الصين تظهر بصورة دولة رئيسية مسؤولة. تساهم الصين بأكثر من 30٪ من النمو الاقتصادي العالمي، وأصبحت مصدر القوة للتنمية الاقتصادية العالمية. وقد وقعت الصين أكثر من 200 وثيقة تعاون بشأن البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" مع 149 دولة و32منظمة دولية. وقدمت مساعدات مكافحة الوباء لأكثر من 150 دولة و15 منظمة دولية، ونفذت تعاون زراعي مع أكثر من 140 دولة ومنطقة. كما انه ومنذ تأسيس منتدى التعاون الصيني الأفريقي في عام 2000، قامت الشركات الصينية ببناء أكثر من 10000 كيلومتر من السكك الحديدية، وحوالي 100000 كيلومتر من الطرق، وحوالي 1000 جسر، وما يقرب من 100 ميناء في إفريقيا.

في السنوات الأخيرة، وتحت القيادة الحكيمة للرئيس السيسي، عملت مصر بنشاط على استكشاف كيفية اتباع مسار التنمية الذي يتناسب وظروفهاالوطنية، وحققت إنجازات تنموية بارزة، ودخلت مرحلة بناء "الجمهورية الجديدة". كما توفر مبادرة " حياة كريمة " العيش الكريم للفئات الأكثر فقرًا فيالبلاد، وتخلق فرص عمل لهم؛ كما قدم برنامج "تكافل وكرامة" المساعدات إلى ما يقرب من 14.6 مليون شخص في حوالي 3.6 مليون أسرة محتاجة. وفي وقت سابق، قال الرئيس السيسي في الحوار رفيع المستوى حول التنمية العالمية إن مصر تقدر تقديرا عاليا "مبادرة التنمية العالمية" التي اقترحتها الصين، والتي تهدف إلى تعزيز "إعادة التركيز" على قضايا التنمية من خلال تعزيز التعاون الإنمائي الدولي.

في الوقت الحاضر، بدأت رحلة الصين الجديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة بطريقة شاملة،وسيُعقد المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني في يوم 16 من أكتوبر لتخطيط الأهداف والمهام والسياسات الرئيسية لتنمية المشاريع الصينية المختلفة في السنوات الخمس المقبلة وما بعدها. ان الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر تعد نموذجا ناجحًا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والأفريقية والنامية؛ ان الصين ومصر مشتركتين في الأفكار فيما بتعلق بقضايا الدفاع عن مصالحهما، والسعي لتحقيق التنمية المشتركة، وتعزيز رفاهية الشعبين، وتعزيز الإنصاف والعدالة في العالم. ستواصل الصين التعاون مع مصر لمكافحة الوباء، وتعميق التعاون متبادل المنفعة، وتعزيز الالتحام بين مبادرة "الحزام والطريق" و "رؤية مصر 2030”، مع التحرك بحزم نحو هدف بناء مجتمع صيني-مصري ذي مصير مشترك في العصر الجديد!