الصفحة الأولى معلومات عن السفارة الخدمات آخر الأخبار المؤتمر الصحفي الاعتيادي الموضوعات 中文 English
صفحة رئيسية > آخر الأخبار
سفير الصين يكتب لبوابة اخبار اليوم.. الصداقة الصينية المصرية... لم تتغير منذ 67 عاما بل تزداد متانة
2023-05-31 02:32

في هذا اليوم قبل 67 عاما، أي يوم 30 مايو عام 1956، اتخذ قادة الصين ومصر قرارا استشرافيا واستراتيجيا لإقامة العلاقة الدبلوماسية بشكل رسمي. لم يكن 67 عاما سوى قطرة في محيط تاريخ البشرية، لكنه "عصر ذهبي" للعلاقة بين البلدين يستحق الاحتفال به.

تحت الجهود المشتركة للجانبين، حققت الصداقة التاريخية بين البلدين إنجازات جديدة، مما عاد بفوائد هائلة على البلدين والشعبين، كما قدم مساهمة إيجابية في السلام والاستقرار والازدهار على الصعيدين الدولي والإقليمي.

شهدت الأعوام الـ67 تطورا سريعا للعلاقات الثنائية. صمدت العلاقات بين البلدين أمام اختبار التقلبات الدولية والإقليمية وتطورت بخطوات سليمة وثابتة، حيث حافظ قادة البلدين على التواصل الوثيق، وازدهرت التبادلات الودية بين البلدين على كافة المستويات. خلال زيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي للصين في ديسمبر عام 2014، رفع البلدان العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مما فتح مجالا أوسع للتعاون في كافة المجالات. في يناير عام 2016، قام الرئيس شي جين بينغ بزيارة الدولة إلى مصر، الأمر الذي ساهم في تعميق الصداقة التاريخية وإطلاق عصر جديد من التعاون الاستراتيجي الشامل. وصف الرئيس شي جين بينغ الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر بأنها "النموذج للتضامن والتعاون بين الصين والدول العربية والإفريقية والنامية القائم على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك"، مؤكدا أن الصين دائما تنظر وتدفع علاقاتها مع مصر من المنظور الاستراتيجي والطويل الأمد. في عام 2022، التقى الرئيس شي جين بينغ والرئيس عبدالفتاح السيسي مرتين لمناقشة الصداقة التقليدية وسبل تعزيز التنمية والتعاون بين البلدين، وتوصلا إلى توافقات مهمة، الأمر الذي حدد الاتجاه ويضخ القوة الدافعة القوية للعلاقات الصينية المصرية في المرحلة الجديدة.

شهدت الأعوام الـ67 ترسخا مستمرا للثقة الاستراتيجية المتبادلة. منذ العصر الحديث، تكاتفت الصين ومصر وساعدتا بعضهما البعض في قضية الإصلاح والتنمية ونهضة الأمة، ووقفتا مع بعضهما البعض بحزم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والانشغالات الهامة للجانب الآخر. اليوم، يدعم البلدان بعضهما البعض بقوة في القضايا المتعلقة بالمصالح الحيوية الانشغالات الكبرى للجانب الآخر. في هذا السياق، تشكر الصين مصر على دعمها الغالي في قضية تايوان والقضية المتعلقة بشينجيانغ وغيرهما من القضايا المتعلقة بمصالح الصين الجوهرية، وتدعم مصر بثبات لاتباع طريق التنمية الذي يناسب ظروفها الوطنية، وتدعم جهود مصر في الحفاظ على السيادة والأمن القومي وتحقيق التنمية والنهضة. على الساحة الدولية، قام البلدان بالتنسيق والتعاون المتميزين في الأمم المتحدة، وحافظتا على الاتصال الوثيق حول قضية الشرق الأوسط والتغير المناخي وغيرهما من القضايا الدولية والإقليمية، حفاظا على المصالح المشتركة للبلدين والدول النامية الغفيرة. 
شهدت الأعوام الـ67 تطورا مزدهرا للتعاون المتبادل المنفعة. بُعيد إقامة العلاقة الدبلوماسية، كان حجم التجارة بين البلدين مجرد عشرات ملايين دولار، والتعاون مقتصر على مجالات قليلة. على مدى الأعوام الـ67 الماضية، حقق التعاون بين البلدين تطورا شاملا ومعمقا في كافة المجالات، مثل المواصلات والاتصالات والتعدين وصناعة الغزل والنسيج وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء والمدينة الذكية والطاقة الجديدة والطاقة المتجددة والتدريب والتعليم المهني والتعليم العالي، وتركت الصين بصمتها في عملية التحضر والتصنيع في مصر. تعد الصين أكبر شريك تجاري لمصر لمدة تسع سنوات متتالية، وهي واحدة من أكثر الدول نشاطا والأسرع نموا من حيث الاستثمار في مصر في السنوات الأخيرة. في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، أجرى الجانبان التعاون في المشاريع الهامة مثل منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، والسكك الحديدية بمدينة العاشر من رمضان. كما درب مشروع تكوين الكفاءات لهواوي ICT حوالي 30000 شاب مصري، وقدم مساهمات مهمة في استقرار الاقتصاد المحلي وتحسين معيشة الناس، الأمر الذي يجعل التعاون الودي بين البلدين أقوى وأكثر ترسخا في قلوب الشعبين.
شهدت الأعوام الـ67 تعمقا مستمرا للتواصل الشعبي. ينشط التبادل والتعاون بين البلدين في مجالات الثقافة والتعليم والإعلام والعلوم والتكنولوجيا. في السنوات الأخيرة، أقام الجانبان أنشطة متنوعة مثل الأسابيع الثقافية ومهرجانات الأفلام ومعارض الآثار ومعارض الصور، التي لاقت ترحيبا كبيرا من شعبي البلدين. بعد توقيع البلدين على مذكرة تفاهم بشأن البرنامج التنفيذي لسفر المجموعات السياحية الصينية إلى مصر في عام 2002، ازداد عدد السياح الصينيين إلى مصر بشكل سريع، في عام 2018 وصل عدد السياح الصينيين إلى مصر 500 ألف شخص. في يناير عام 2023، أُدرجت مصر في قائمة الدفعة الأولى من الدول التجريبية لاستئناف المجموعة السياحية الصينية الصادرة من وزارة الثقافة والسياحة الصينية. وتوجد اليوم 17 علاقة التوأمة بين المقاطعات والمدن للجانبين. كما دخلت اللغة الصينية المنهج الدراسي للمدارس الابتدائية والمتوسطة المصرية. في سبتمبر عام 2022، أُطلق المشروع التجريبي لتعليم اللغة الصينية في المدارس المتوسطة المصرية. لغاية اليوم، هناك ما يقرب من 30 جامعة مصرية تفتح تخصص اللغة الصينية، وتم إنشاء 4 معاهد كونفوشيوس وفصلي كونفوشيوس وورشتي لوبان.
استعراضا للماضي، ظل البلدان يلتزمان بالاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية والمنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة، واجتازت الصداقة الصينية المصرية اختبارات الزمان، وأصبحت أكثر لمعانا. استشرافا للمستقبل، ستقبل العلاقات الصينية المصرية على المزيد من التطور في العصر الجديد، وستكتب بكل التأكيد آيات جديدة وتحقق إنجازات جديدة في نقطة الانطلاق التاريخية الجديدة.
-- يجب على البلدين توارث الصداقة التقليدية. يجب علينا توارث الصداقة التقليدية العميقة التي نشأت خلال السعي المشترك لتحقيق التنمية وتعزيز السلام وحماية العدالة، والعمل سويا على تنفيذ التوافقات الهامة بين رئيسي البلدين، وتوطيد وتعزيز التضامن والثقة المتبادلة، وتوثيق التواصل حول الحكم والإدارة، والتمسك بقوة بالتنمية السلمية، ورفع مستوى العلاقات الثنائية باستمرار، بما يحافظ على المصالح الاستراتيجية المشتركة.
-- يجب على البلدين دفع التعاون المتبادل المنفعة. يجب علينا أن نغتنم الذكرى العاشرة لمبادرة "الحزام والطريق" كفرصة لزيادة المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية، والعمل سويا على تنفيذ مبادرات التنمية العالمية وحسن تنفيذ مشاريع التعاون الهامة مثل منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر". تحرص الصين على استيراد المزيد من المنتجات المصرية عالية الجودة وتشجيع المزيد من الشركات الصينية على الاستثمار في مصر، بما يحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك بدرجة أعلى.
-- يجب على البلدين الدفاع عن العدالة والإنصاف. يجب علينا أن ندعم بحزم السيادة والأمن والمصالح التنموية للجانب الآخر، وتعزيز التعاون في الأمم المتحدة وغيرها من المنصات المتعددة الأطراف، والعمل سويا على حماية التعددية الحقيقية، والحفاظ على القواعد الأساسية للعلاقات الدولية، والحفاظ على المصالح المشتركة للبلدان النامية، بما يعزز السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
-- يجب على البلدين تكريس التنوع الحضاري. تتميز الحضارة الصينية والحضارة المصرية القديمة بالخصائص الفريدة، نعجب من بعضنا البعض ونتعلم من بعضنا البعض، ونستوعب الجوهر من ثقافة الجانب الآخر باحترام وتواضع، الأمر الذي يشكل نموذجا حيا للتبادل والاستفادة المتبادلة بين حضارات العالم. نحن على استعداد للعمل مع مصر وغيرها من دول العالم على تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية وبذل جهود دؤوبة للحفاظ على التنوع الحضاري.
في عام 2022، عقد الحزب الشيوعي الصيني المؤتمر الوطني العشرين بنجاح، الذي أوضح المهمة والطريق لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية عن طريق التحديث الصيني النمط، ورسم خطط طموحة لتنمية الصين في المستقبل. في الوقت نفسه، حققت مصر، تحت القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، إنجازات تنموية غير عادية في بناء الوطن، وتتقدم بخطوات حثيثة في مسيرة بناء "الجمهورية الجديدة"، ليفتح آفاق جديدة للتنمية الوطنية. عند نقطة الانطلاق التاريخية الجديدة، تحرص الصين على العمل يدا بيد مع مصر على تعميق الصداقة الصينية المصرية، ودفع علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين لتتطور باستمرار، والتوجه بحزم نحو هدف بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد.


Suggest to a friend:   
Print