الصفحة الأولى معلومات عن السفارة أنشطة السفير الخدمات آخر الأخبار المؤتمر الصحفي الموضوعات 中文 English
صفحة رئيسية > آخر الأخبار
التعاون في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وتعزيز السلام والتنمية في الشرق الأوسط
2024-07-22 19:15

----مقال السفير الصيني لياو ليتشيانغ

يصعب للعالم أن يستقر بدون السلام في الشرق الأوسط. قد عانى الشرق الأوسط من ويلات الحرب والاضطرابات منذ فترة طويلة، إلى إين ستتجه هذه المنطقة في المستقبل؟ في للإجابة على هذا السؤال، كان جواب الصين، كونها صديق مخلص لدول الشرق الأوسط، يتمثل في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. إنه المفهوم الجوهري لأفكار شي جين بينغ الدبلوماسية، وأفضل توارث للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي التي طرحتها الصين قبل 70 عاما.

في القمة الصينية العربية الأولى عام 2022، اتفق الرئيس شي جين بينغ وقادة الدول العربية على التعاون في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك في العصر الجديد. في مايو الماضي، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة الدولة إلى الصين، وحضر الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، حيث اتفق الرئيسان على دفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى جديد، لتحقيق هدف بناء مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد. كما أكد الرئيس شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية على أهمية تسريع الوتيرة لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك.

استرشادا بمفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، تعمل الصين ودول المنطقة سويا وبنشاط، كدافعي السلام في الشرق الأوسط ورفاق في طريق التنمية ومشاركين في الاستفادة المتبادلة بين الحضارات.

أولا، تعزيز السلام من خلال مبادرة الأمن العالمية. ظلت الصين تلتزم بالتعامل مع دول الشرق الأوسط بالمساواة والاحترام المتبادل، انطلاقا من طبيعة الأمور والمصالح الأساسية لشعوب منطقة الشرق الأوسط، وتدعو إلى تحقيق الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام. من "مصالحة القرن" بين السعودية وإيران، إلى دعم سورية للعودة إلى جامعة الدول العربية، من دعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة إلى الجهود الدؤوبة من أجل السلام في قطاع غزة والوحدة الوطنية الفلسطينية، من أداء مهام حفظ السلام في المنطقة إلى تقديم المساعدات الإنسانية، ظلت الصين تعمل على تقديم الحكمة الصينية من أجل تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ظلت الصين تقف إلى جانب السلام وضمير الإنسان. منذ اندلاع الجولة الجديدة من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في أكتوبر الماضي، أوضح الرئيس شي جين بينغ موقف الصين أكثر من مرة، ودعا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار ومنع اتساع رقعة النزاع، مؤكدا على أن المخرج الأساسي يكمن في تنفيذ "حل الدولتين"، ودفع بإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر. وظلت الصين تدعم الجانب العربي في مجلس الأمن الدولي، ودفعت باستصدار أول قرار بشأن وقف إطلاق النار منذ اندلاع النزاع، خلال فترة توليها الرئاسة الدورية للمجلس. في مطلع هذا العام، خلال زيارة عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية وانغ يي لمصر، أصدرت الصين بيانيْن مشتركيْن مع مصر والأمانة العامة لجامعة الدول العربية بشأن القضية الفلسطينية. خلال الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، عمقت الصين التوافق مع الدول العربية بشأن القضية الفلسطينية، وأصدرت معها بيانا مشتركا حول هذه القضية.

لغاية اليوم، قد قدمت الصين المساعدات النقدية بقيمة مليون دولار للحكومة الفلسطينية ووكالة الأونروا كل على حدة، كما قدمت ثلاث دفعات من المساعدات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة عبر مصر، التي تشمل المواد الغذائية والأدوية والبطانيات والمستلزمات الطبية. كما أعلن الرئيس شي جين بينغ أن الصين ستقدم 500 مليون يوان كمساعدة إضافية، على أساس المساعدات الإنسانية العاجلة القائمة بقيمة 100 مليون يوان، لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية ودعم عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة؛ وستتبرع بمبلغ 3 ملايين دولار لوكالة الأونروا. ستستمر الصين في ضخ حيوية جديدة لتعزيز الثقة المتبادلة والأمان في الشرق الأوسط، وتقديم مساهمة جديدة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

ثانيا، تعزيز التنمية المشتركة من خلال مبادرة التنمية العالمية. يزداد التعاون العملي شامل الأبعاد بين الصين ودول المنطقة عمقا واتساعا، من "الأعمال الثمانية المشتركة" التي طرحها الرئيس شي جين بينغ في القمة الصينية العربية الأولى، إلى مشاركة جميع الدول العربية الـ22 في مبادرة "الحزام والطريق". قد أدرجت الصين 30 مشروعا من الجانب العربي إلى قائمة المشاريع لمبادرة التنمية العالمية، وقامت بتنفيذ ومناقشة 45 مشروع التعاون الإنمائي من الجانب العربي، وقامت بتدريب أكثر من 3400 كفؤ من الجانب العربي في مختلف المجالات، كما جرى التعاون التجريبي بين الصين ومصر في مجال المالية، مثل "سندات الباندا العملاقة" و"مبادلة الديون من أجل التنمية".

منذ مطلع هذا العام، تشرفت بالمشاركة في ثلاثة مراسم التدشين بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهي المركز الحكومي للبيانات والحوسبة السحابية، ومنطقة هاير مصر البيئية والمرحلة الأولى لمشروع تخزين الحبوب الغذائية في المنطقة الصناعية، وتم بناء هذه المشاريع بمقاولة الشركات الصينية، إن تدشينها بنجاح ليس فقط صورة مصغرة للتنمية السريعة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر، بل صورة حية لتطبيق مبادرة التنمية العالمية في مصر.

طرح الرئيس شي جين بينغ في الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي ضرورة العمل مع الجانب العربي على بناء "المعادلات الخمس للتعاون"، أي معادلة أكثر حيوية للتعاون المدفوع بالابتكار، ومعادلة أكبر حجما للتعاون الاستثماري والمالي، ومعادلة أكثر تكاملا للتعاون الطاقوي، ومعادلة أكثر توازنا للتعاون الاقتصادي والتجاري متبادل المنفعة ومعادلة أوسع أبعادا للتواصل الشعبي. في إطار هذه "المعادلات الخمس"، تخطط الصين إقامة عشرة مختبرات مشتركة مع الجانب العربي في مجالات الصحة والذكاء الاصطناعي والتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون والزراعة الحديثة ومعلومات الفضاء وإلخ، ومواصلة الجهود لدفع مشاريع التعاون الإنمائي بقيمة 3 مليارات يوان، والعمل على تحقيق تبادل 10 ملايين سائح بين الجانبين الصيني والعربي... ستدفع هذه الإجراءات المحددة والملموسة الجانبين للسير في طريق الازدهار والتنمية المشتركة، وتثري مقومات التعاون شامل الأبعاد ومتعدد المستويات وواسع النطاق بين الصين والدول العربية.

ثالثا، تعزيز الوئام من خلال مبادرة الحضارة العالمية. على مدى آلاف السنين، ظلت الحضارتان الصينية والإسلامية تتعلمان من بعضهما البعض، وحققتا الازدهار المشترك، وأصبحتا نموذجا للتواصل بين حضارات العالم. في السنوات الأخيرة، عززت الصين تبادل الأفراد مع دول الشرق الأوسط، وحرصت على إجراء الحوار والتواصل بين الحضارات. في هذا السياق، أصبح مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، الذي تأسس بالمبادرة الشخصية من الرئيس شي جين بينغ، المنصة المهمة للتواصل والاستفادة المتبادلة بين الصين والدول العربية. في عام 2023، وقعت الصين وجامعة الدول العربية "البيان المشترك بشأن تطبيق مبادرة الحضارة العالمية"، مما جعل جامعة الدول العربية أول منظمة إقليمية تصدر بيانا مشتركا مع الصين بشأن مبادرة الحضارة العالمية، كما يعمل الجانبان على تأسيس "المركز الصيني العربي لمبادرة الحضارة العالمية". وتلقى الثقافة الصينية إقبالا واسعا في الدول العربية، في نفس الوقت، تعد الحضارة المصرية القديمة موضوعا ساخنا في الصين اليوم، حيث قوبلت "قمة الهرم: معرض حضارة مصر القديمة"، التي افتتحت في متحف شانغهاي مؤخرا ترحيبا حارا من الجمهور الصيني.

اختتمت الجلسة الثالثة للدورة الـ20 للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بنجاح مؤخرا. وأكد البيان الختامي أن التحديث الصيني النمط هو التحديث عن طريق التنمية السلمية، وستلتزم الصين بثبات السياسة الخارجية السلمية والمستقلة، وتدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. أنا على يقين بأن هذه الرؤية الصائبة سترشد التعاون بين الصين ودول المنطقة إلى آفاق أوسع وإنجازات أكبر، ومن المؤكد أن الشرق الأوسط سيشهد مستقبلا يسوده السلام والاستقرار والازدهار!


Suggest to a friend:   
Print